للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في معظمهم ينتمون إلى المدرسة العقلية في التفسير (١)، بدءاً بالزمخشري (ت ٥٣٨ هـ)، فالرازي (ت ٦٠٦ هـ) في القديم، وانتهاءً بالأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في العصر الحديث.

ومن هذا المنطلق سأحاول أن أبيّن منهج الشيخ محمد الخضر حسين، وموقفه من قضية التفسير بالرأي، وكيف اعتمد المنهج العقلي في "أسرار التنزيل". ونجده يحدد ضوابط التفسير بالرأي إذ يقول: "تفسير يستند إلى فهم علماء اللغة والبلاغة" (٢).

ومن مظاهر التفسير بالرأي نجد:

- استخدام الترجيح: استخدم الشيخ محمد الخضر حسين في ترجيحه لما يتعرض له من تفسير بعض الآيات على قواعد أساسية، وهي -كما وقفتُ عليها - أولها لغوي، والثاني مأثور، والثالث عقلي.

ومن النماذج الدَّالَّةِ على استخدام الجانب اللغوي في الترجيح أو التضعيف ما يلي:

١ - الترجيح باللغة: قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ٢١].

يقول: "لعل: حرف موضوع ليدل على الترجي، وهو توقُّع حصول الشيء عندما يحصل سببه، وتنتفي موانعه. والشيء المتوقع حصوله في الآية هي: التقوى، وسببه هي: العبادة؛ إذ بالعبادة يستعد الإنسان لأن يبلغ درجة


(١) لمزيد التعرف على المدرسة العقلية القديمة والمدرسة العقلية الحديثة راجع: "منهج المدرسة العقلية في التفسير" لفهد الرومي.
(٢) محمد الخضر حسين "بلاغة القرآن" (ص ٢٣).