يقول:"ذكَّر المسلمين في هذه الآية بأن ما عسى أن يلاقوه من آلام الحروب يلاقي خصومُهم مثلَها، فكأنه يقول لهم: لا ينبغي أن يكون خصومكم -وهم أشياع الباطل- أصبرَ على الآلام، وأثبتَ في مواقف الأخطار منكم، وأنتم حماة الحق، والدعاة إلى الخير، ولا سيما حماة يرجون نصر الله وجزاء مثوبته ما لا يرجوه أعداؤهم الغاوون المفسدون"(١).
* موقف الخضر حسين من الأقوال المختلفة في التفسير:
نجد محمد الخضر حسين يعرض الأقوال المختلفة في تفسير الآية الواحدة، ثم يحاول التوفيق بينها، إن أمكن له ذلك. فإن لم يمكن الجمع، قارن بين الآراء، ورجح فيها ما رآه راجحاً بالدليل ... ومن نماذج ذلك كما ورد في تفسيره نذكر:
يقول:"من المفسرين من حمل الآية على قوم ينكرون وجود الخالق، وهذا ما سلكه القرطبي في تفسيره؛ إذ قال في تفسير هذه الآية: وكان المشركون أصنافاً، منهم هؤلاء، ومنهم من كان يثبت الصانع، وينكر البعث. وجرى على هذا أبو البقاء في "كلياته"، فقال: والدَّهري -بالفتح- هو: الذي يقول: العالم موجود أزلاً وأبداً، ولا صانع له، وما هي إلا حياتنا الدنيا ...