لبلدان المغرب والمشرق والعالم الإسلامي، وكانت له صلات وروابط فكرية مع جمّ من علماء الشرق والمغرب، وطائفة من المستعربين.
وألّف كثيراً من الكتب في شتى الأغراض؛ مما جعل آراءه في حاجة إلى البحث والمساءلة؛ ذلك أنها تثير عدداً من الإشكاليات المتعلّقة بدور العلماء التونسيين المهاجرين والمغاربيين عموماً إلى الشرق والغرب، في حركة التحرير الوطني والإصلاح الفكري في النصف الأول من القرن العشرين.
كما تكشف آراؤه عن ملامح المشروع الفكري التنويري الذي عرضه الشيخ محمد الخضر حسين ومعاصروه من ذوي الأفكار المناوئة للاستعمار من ناحية، وللعقول المتحجّرة ودعاة التقليد من ناحية أخرى، ما يرتبط بالمناهج المبتكرة لدى العلماء الزيتونيين لإصلاح مؤسسة التعليم (مناهج ومقررات)، وتطوير الفكر الديني في المغرب والمشرق العربيّين.
وتثير شخصية الشيخ الخضر حسين - من خلال ردوده على كلٍّ من علي عبد الرّازق، وطه حسين، ومقالاته الكثيرة حول مسائل أدبيّة وفكرية واجتماعيّة - تساؤلاتٍ جوهريةً ترتبط بخصوصيّات التفكير الديني لدى العلماء التونسيين المهاجرين والمغاربة عموماً، ومدى التزامهم بالأطروحات والمواقف المتعلقة بقضايا الدين والدنيا.
كما يطرح السؤال حول مدى مساهمة نشاطهم في الشرق والغرب في إغناء آفاقهم الذهنية، وتسديد تجاربهم النضالية، وترسيخ معارفهم العلمية.
وتطمح هذه الندوة إلى تبّين أهم ما يُميّز الفكر الإصلاحي الإسلامي، انطلاقاً من هذا العالم الذي ارتبط اسمه بمسيرة الحركة الفكرية الإصلاحيّة،