للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد كان الشيخ ركناً من أركان النهضة الفكرية والأدبية؛ كما بيّن ذلك محمد الفاضل بن عاشور، وقد كان من أبرز ناشطي شيوخ الزيتونة في العقد الأول من القرن العشرين، وكان من أبرز محاضري الجمعية الخلدونية (١٨٩٦ م) والجمعية الصادقية (١٩٠٥ م)، وتأسست تحت إشرافه وتوجيهه أول جمعية طالبية بتونس، وهي (جمعية طلبة جامعة الزيتونة).

لقد أسس الشيخ الخضر مجلة (السعادة العظمى) وهو في مرحلة الشباب، وكان اقتحامه مجال الصحافة الفكرية دليلاً على سعة أفق الرجل ونشاطه.

لقد صدع الشيخ منذ المقال الافتتاحي بدور الاجتهاد في تطوير منظومة الشريعة الإسلامية، إنها نبرة معتبرة عن تحدّي الجمود والمحافظة، وهو ما سبب له الكثير من الاضطهاد والنكاية طوال مقامه في تونس، خصوصاً أنه كان ينتهج في فكره فهمَ مقاصد الشريعة الإسلامية، وقد عبرت مقالاته في المجلة عن نظر فسيح، ورؤية عميقة، ومنزع إصلاحي، وعالج الشيخ فيها قضايا الحرية والتقدم والتمدن.

أما المحاضرة الخامسة، فقد كانت للأستاذ أنور بن خليفة، وهي بعنوان: "الشيخ محمد الخضر حسين مفسراً"، وقد تعرض فيها إلى منهج الشيخ في تفسير القرآن الكريم، ومصادره، وإنتاجه في التفسير، وقد كانت له بصمته الخاصة في تفسير بعض آيات القرآن تدل على سعة اطلاع الرجل على مدونة التفسير في حقب زمنية مختلفة.

أما الجلسة العلمية الثالثة، فقد كان محورها: العلامة محمد الخضر حسين ومساجلاته الفكرية، ترأسها الأستاذ محمد مواعدة، وافتتحها الأستاذ