للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختتم الندوة العلمية وزير الشؤون الدينية الأستاذ أبو بكر الأخزوري بمداخلة قيّمة، أشار فيها إلى أهمية هذه الندوة المتأتية من كونها حلقة من حلقات السلسلة الإصلاحية التونسية من بداية القرن ١٩ إلى التغيير، فقد تناولت البحوث القيّمة بالدرس فكرَ عَلَمٍ من أعلامنا الأفذاذ، حريّ بنا جميعاً أن نستلهم من فكره ومواقفه ما يدفع بنا إلى الأفضل، وهناك جوانب كثيرة من شخصية الشيخ جديرة بالاعتبار، ولعل أبرزها: منهجه التنويري في تناول قضايا الفكر الإصلاحي، وقد سلك سبيل الدرس المعمّق، والنظر الشامل، قوام بحثه: النقد والتعريف والتعليل، منهجه أَهَّله لأن يكون مستنيراً، رافضاً لكل فكر ماضوي، كان متفتحاً، يعتمد الرأي المستند إلى دليل، رفض القول بغلق باب الاجتهاد، واستدلّ بمقتضى المنطق.

وبيّن السيد الوزير أننا اليوم نتمسك بهذا المنهج العقلاني الذي لا غنى عنه في تحقيق تطلّع المجتمعات الإسلامية إلى الرقي الحضاري، مستدلاً بنُبذ من خطب الرئيس زين العابدين بن علي، وأشار إلى أن الخضر حسين كان واعياً بضرورة تربية الشخصية الفردية والجماعية على التمسك بالهوية المتشبثة بالثوابت؛ إذ يجب علينا أن نصل إلى مرحلة صنع المعرفة، وصنع التاريخ، وذلك استناداً إلى هويتنا.

ويضيف الأستاذ أبو بكر الأخزوري: أن كل منطلقات الشيخ منطلقات إصلاحية مبنية على النصوص التأسيسية، وعلى العلوم الشرعية، وعلى الفكر الديني النيّر المؤسس على الاجتهاد، وبيّن -أيضاً-: أن الشيخ الخضر حسين لم يكتف بطرح المسألة اللغوية في محاضراته، بل تجاوز ذلك إلى العمل الميداني من خلال الجمعيات الثقافية، ومن خلال العمل المؤسساتي؛ فقد