ما كسرته السياسة، والاضطلاع بدور طلائعي في صلب الفضاء المغاربي الذي يعاني من الأزمات، وعدم تكتّل رجال الفكر من أجل كسب الرهان، ومواجهة أسباب الصراع.
كما دعا المثقفين في المغرب العربي خصوصاً إلى الاضطلاع بدورهم المنشودة لإنقاذ الوضع الذي تردّى فيه الواقع المغاربي؛ نتيجة استقلال المفكر، وعدم انخراطه في اتجاه التحرير والتنوير، وبناء صرح الأفكار الجديرة بإصلاح الواقع المغاربي.
أما الأستاذ مجاهد توفيق الجندي (مصر)، فقد أحضر بعض معدات الشيخ الخضر حسين، والأدوات التي كان يستعملها في حياته اليومية، وأكد أن الشيخ عالم من أعلام الإسلام، فريد عصره، ووحيد دهره، سياسي قاد السفينة إلى برّ الأمان، صحفي لا يشق له غبار، شاعر وأديب وخطيب، وأشار الأستاذ مجاهد إلى كتاب "الإسلام وأصول الحكم" لعلي عبد الرازق، وقال: إن هذا الكتاب ليس له، ولكنه لطه حسين، فقط أكد فيه أن الخلاقة ليست من الدين في شيء، وهذا أسلوب طه حسين؛ لأنه يريد تصفية حسابه مع شيوخ الأزهر، ولا يمكن لمثل علي عبد الرازق أن يصدر منه هذا الكتاب، بل ذهب أكثر من ذلك، وقال: إن طه حسين أعطاه الفرنسيون الدكتوراه في جلسة شاي، ثم تحدث عن انتساب الخضر حسين إلى أعلى هيئة علمية في مصر، وعن سبب اختياره لمشيخة الأزهر الشريف سنة ١٩٥٢ م، والتي مثلت نقطة تحول كبيرة في حياته، وقال: إن ملفه موجود في رئاسة الجمهورية، ولم يفرج عنه إلى الآن، لذلك كانت المصادر -ولا زالت- شحيحة حول فترة مشيخته للأزهر.