الخضر حسين شاعراً، وبين فيها: أن الشيخ نشر شعره قبيل وفاته بعقد من الزمان، وبإلحاح من المقربين منه، وذكر أن شعر الخضر حسين حَكَمَه أمران اثنان: أمر الشيخ العالم من جهة، والذي يجد حرجاً في قرض الشعر؛ كما كان الحال مع الإمام الشافعي، والأمر الثاني: هو أمر الناقد؛ فقد كان الخضر حسين ناقداً من طراز رفيع، فقد رد على طه حسين في كتابه:"نقض كتاب الشعر الجاهلي"، وردّ على علي عبد الرازق بكتاب:"نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم"، وألف كتابه المهم في التنظير للشعر، وهو كتاب:"الخيال في الشعر العربي".
وهذه الشخصية العلمية النقدية كان لها تأثير كبير في الشخصية الشعرية للشيخ الخضر حسين، ولذلك كان شعره صدى لروح العالم، فلم يعالج من القضايا إلا ما ارتبط بالأخلاق، وإصلاح المجتمع، وخلا شعر الشيخ "خواطر الحياة" من الغزل، وحضرت فيه الإخوانيات، والتغني بالأوطان، والرثاء ... وختم الأستاذ محجوب عون مداخلته بالإشارة إلى أن الشيخ كان شاعراً ملتزما بقضايا الوطن والأمة، حتى وهو في ديار الغربة، ولكن هذا الشعر لم يكن شغل الشاعر الشاغل، فعملت فيه أصابع الشيخ الملتزم كما أصابع الشاعر المسكون بعواصف العواطف.
ثم كانت الجلسة العلمية الثالثة محورها:"دور المثقف في توثيق العلاقات التونسية الجزائرية خاصة، والعلاقات العربية الإسلامية عامة: العلامة محمد الخضر حسين أنموذجاً"؛ بإشراف السيد وزير الشؤون الدينية الأستاذ أبي بكر الأخزوري، وقد ركّز الأستاذ العربي الزبيري (الجامعة الجزائرية) في تدخله على الأمانة المنوطة بعهدة المثقف المغاربي لجبر