دراسة كتبت وقتذاك، إلا أن صاحبها ساقها في الموكب الملكي"، وقد وظّف الشيخ ثقافته الزيتونية المتينة، والأزهرية العميقة لنقض هذا الكتاب، وإبطال آراء علي عبد الرازق، وجادل هذا المؤلف بدقة متناهية، فكان عالماً ثبتاً، متمكناً من المنظومة الفقهية والسياسية في حقب زمنية متلاحقة، وفيما يتعلق بمؤلفه: "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، فما نلمسه أن الشيخ الخضر حسين كان مهتماً بالأدب، وتمرس بالآداب، وعرف شواردها، وقد بيّن أن طه حسين تلقّف أفكاراً وافدة تطعن في الإسلام والعربية، وقد كان متأثراً بأطروحات بعض المستشرقين الذين ناصبوا الإسلامَ العداء، وندّد الخضر بمن ينادون ويلهجون بحرية الفكر، وهم ينالون من الشريعة الإسلامية، وقد كانت الفكرة المركزية التي يقوم عليها الكتاب: تفنيد مطاعن طه حسين، وكان من أهم ما جادل به الشيخ طه حسين هو: ضرورة أن ينطلق من النص التأسيسي؛ أي: من القرآن، وليس مما كتبه الرواة.
إن اطّلاع الشيخ الدقيق على فرائد العربية ودقائقها اقترن بردّ من منطق دفاعي.
إن الشيخ الخضر حسين في ردوده ونقائصه الكثيرة خزانة علم، وأحد العلماء الذين اقتنعوا بضرورة المجادلة لتقديم إضافة معرفية دقيقة، وقد تميّز بالجدل العنيد، والحصر الشديد على المخاطرة الدقيقة، والحجة الصارمة.
لئن كان جدل الشيخ قائماً على روح تحررية نزاعة إلى الاعتدال، فإننا نلاحظ في مقابل ذلك -من خلال نقائضه- تضييقه الخناق على العقل.
أما الأستاذ محجوب عون، فكانت محاضرته بعنوان: الشيخ محمد