للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مذهبه، ذكره ابن السبكي في "طبقات الشافعية"، وقال؛ (قد زعم بعض الناس أن الشيخ كان مالكي المذهب، وليس بصحيح، وإنما كان شافعياً، تفقه على أبي إسحاق المروزي (١)، نص على ذلك الأستاذ أبو بكر بن فورك في "طبقات المتكلمين"، والأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني فيما نقله عنه الشيخ أبو محمد الجويني "في شرح الرسالة").

وذكره القاضي عياض في كتاب "المدارك" على أنه من فقهاء المالكية، وقال: ذكر محمد بن موسى بن عمران: أن الأشعري كان مالكياً: وقال: ذكر لي بعض الشافعية: أنه كان شافعيًا حتى لقيت الشيخ الفاضل رافعًا الحمال الشافعي، فذكر لي عن شيوخه: أن أبا الحسن كان مالكياً، وكان مذهب مالك - رحمه الله تعالى - في وقته شائعا في العراق، أيام إسماعيل (٢) ابن إسحاق. والذي يظهر: أن أبا الحسن الأشعري لم يؤلف كتاباً في الأحكام يستفاد منه أنه مستقل النظر في الأحكام، أو أنه مقتد بأحد الأئمة.

* قوته على المناظرة:

تمرن الأشعري على المناظرات منذ كان على مذهب الاعتزال، حتى إن أستاذه أبا علي الجبائي كان إذا حضرت مناظرة، قال له: نُبْ عني، وكان الجبائي صاحب قلم، ولم يكن قويًا على المناظرة في المجلس.

وكان - رحمه الله تعالى - يقصد إلى مواطن المعتزلة ليناظرهم، فقيل


(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق المروزي، إمام في فقه الشافعية جليل، رحل إلى مصر في أواخر عمره، وتوفي بها سنة ٣٤٠، ودفن بالقرب من تربة الإمام الشافعي.
(٢) هو القاضي إسماعيل أحد أعلام المالكية المتوفى سنة ٢٨٢.