في بعض مؤلفاته: ألفنا كتاباً في مسألة كذا، ورجعنا عنه، ونقضناه، فمن وقع إليه، فلا يعولن عليه.
وكان - رحمه الله - متجملاً بالحياء والورع؛ قال أحمد بن علي الفقيه: خدمت الإمام أبا الحسن بالبصرة سنتين، وعاشرته ببغداد إلى أن توفي، فلم أجد أورع منه، ولا أغض طرفاً، ولم أر أحداً أكثر حياء منه في أمور الدنيا، ولا أنشط منه في أمور الآخرة. وكان ينفق من غلة ضيعة جده بلال ابن أبي بردة.
* خصومه:
خصوم الرجل على قدر عظم شأنه، فكلما ارتفع الرجل درجة، أو ظهرت له مزية، تألم لها من أحسوا أنفسهم العجز عن أن يبلغوا شأوه، فليس من العجيب أن يكون لمثل الأشعري خصوم يناوئونه، ويعزون إليه من المقالات ما لم ينطق به لسانه، ولم يخطر على قلبه، وليس من المعقول أن يقف الأشعري لطوائف مختلفة المذاهب والآراء، وقفة من لا يعرف ذلك الذي يسميه الناس رهبة أو إحجاماً، ويرجو مع هذا أن يمضي في سلامة من أن يتحدثوا عنه في غير أمانة.
ألصق به خصومه أقوالاً لم تسمع منه مناظرة، ولا توجد له في كتاب، كما عزوا إليه: أنه قال: إن المعجز هو كلام الله تعالى الذي لم يزل غير مخلوق، ولا نزل إلينا: ولا سمعناه قط، وقد ساق الأستاذ ركن الدين أبو عبد الله محمد الجويني في كتاب "عقيدة الإمام المطلبي" أشياء من هذه الأراجيف، وقال:"وقد تصفحت ما تصفحت من كتبه، وتاملت نصوصه في هذه المسائل، فوجدتها كلها على خلاف ما نسب إليه". ثم قال: "ولا عجب