وأنكر عليه علماء بلد يقال لها: "الخنقة"، فأجابهم بقصيدة ذكر فيها بعض مستنداته في الفتوى، ويقول فيها:
إلى السادة الأشراف من أهل "خنقة" ... لهم في ندور الواقعات نقول
تمسكتم بالأصل والحق واضح ... ولا ينكر المعلوم إلا جهول
ولكن إذا عم السداد بحادث ... تقدم أصلاً والقياس دليل
كتضمين سمسار وتغريم صانع ... وما هو إلا مودع ووكيل
ومن ذاك ما قد جوّزوا في سفاتج ... إذا عم بالخوف الشديد سبيل
وفي كلها خلف الأصول لأنها ... مصالح عمت والصلاح جميل
ومن أدب المسؤول قبل جوابه ... إذا وردت يوماً عليه سؤول
تعرف عرف السائلين بأرضهم ... ليعلم ما يفتي به ويقول
وما أنتم منا بأعلم بالذي ... به الضرّ يكفي عندنا ويزول
فلو أهملت آثار سرّاق أرضنا ... لكان فساداً للخراب يؤول
وفي الأخذ بالآثار إصلاح أمرنا ... وفي الترك عن قصد السبيل عدول
وما الأثر إلا كالخطوط شهادة ... كذا قال قوم في القياس عدول
فعرفانك الخط الذي غاب ربه ... لعرفان أثر المستراب عديل
وفي ولدي عفراء لما تنازعا ... جهازَ أبي جهل وهو جديل
بأثر دم في السيف كان نبينا .... قضى أنه للسيدين قتيل
والوجه الذي لاحظه المعترضون لما أفتى به هذا الفقيه: أنّ النظر في المصلحة التي لم يقم على اعتبارها شاهد خاص منوط بوظيفة المجتهد،