أحدها: ما يحكى على ألسنة الجماد أو الحيوان، كقصة كليلة ودمنة.
ثانيها: ما يحكى على ألسنة ذوي نفوس ناطقة، ويدل المتكلم بالقرينة أو بالصريح من القول على أنه اخترعها لتكون مأخذ عبرة أو أدب لغة؛ كما صنع أبو القاسم الحريري في "مقاماته".
وهذا الضربان من قبيل الإخبار بما يخالف الواقع والاعتقاد، والذي يستر عيب الكذب هنا: أن المتكلم لم يوقع المخاطب في غلط وسوء تصور، وإنما يعرض عليه حكمة، أو أدب لغة في أسلوب طريف.
ثالثها: ما يحكيه الرجل على ألسنة ذوي نفوس ناطقة، ويدل ولا ينبه على أن القصة غير واقعة، وهذه أيضاً خارجة عن حد الصدق إلى مكان بعيد، ولو كان الداعي إلى وضعها ما تحتويه من عبرة أو أدب لغة.
فالذين يزعمون أن في القرآن قصصاً غير واقعة، وأنها سيقت لما تحتويه من موعظة، لا يريدون إلا أن يطعنوا في القرآن، ويخادعون المؤمنين، والمؤمنون لا يخدعون.
* صدق اللهجة وإخلاف الوعد:
الوعد: إخبار عما ستفعله في المستقبل من إحسان، والصدق والكذب