المتعلمين، ولاسيما الطبقة الراقية منهم، وإذا صدر من متعلم اعتداء على نفس أو عرض أو مال، نظر الناس إلى هذا الاعتداء بتعجب، وتكون شدة تعجبهم على قدر منزلته من العلم.
والتربية الصحيحة تغرس في النفوس أخلاقاً وآداباً تجعلها بعيدة من أن يصدر عنها ما يمس الأمن العام بسوء: تغرس فيها الحلم والأمانة والسخاء، وإيثار طهارة العرض على الحطام الزائل.
قال الشاعر:
أقي العرض بالمال التلاد وما عسى ... أخوك إذا ما أُضيع العرض يشتري
وقال مهيار:
ومتى تسمع بقوم أعجفوا ... ليعزّوا فابغني فيهم تجدني
وكذلك ترى الرجل الذي نشأ في بيئة عفاف وكرم نفس يؤثر بقاء العرض على الشهوات؛ كما قال العجير السلولي:
يبين الجار حين يبين عني ... ولم تأنس إليّ كلاب جاري
وتظعن جارتي من جنب بيتي ... ولم تستر بستر من جوار
وتأمن أن أطالع حين آتي ... عليها وهي واضعة الخمار
كذلك كان آبائي قديماً ... توارثه النِّجار عن النجار
ويروى: أن عبد الملك بن مروان قال لمؤدب ولده: إذا روَّيتهم الشعر، فلا تروِّهم إلا مثل قول العجير السلولي:(يبين الجار حين يبين عني ... إلخ الأبيات).
وللتربية الدينية في ترقية النفوس، وتهذيب الأخلاق أثر أعظم من كل