للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقصيدته الرائية التي يقول في نسيبها:

ولا تعجبوا يوماً لكسر جفونها ... فإن إناء الخمر في الشرع يُكسَرُ

ويقول في حال الأعداء:

وقد شابه الأعداء جمعاً مؤنثاً ... لذاك غدت في حالة الفتح تُكسَرُ

ومن عظماء شباب السلاطين بالمغرب الأقصى: إدريس بن إدريس الحسني؛ فقد أخذت له البيعة بالمغرب الأقصى وعمره إحدى عشرة سنة، فقد نشأ في كفالة مولى أبيه راشد، فأقرأه القرآن الكريم، وعلمه السنّة، وروّاه الشعر وأمثال العرب، وأطلعه على سير الملوك، ودربه على ركوب الخيل، والرمي بالسهام، فلم يصل إلى السنة الحادية عشرة حتى ترشح للأمر، واستحق أن يبايع، وظهر من ذكائه ونبله ما أذهل العامة والخاصة.

صعد المنبر يوم بيعته وخطب، ومما قال في خطبته: "أيها الناس! إنا قد ولّينا هذا الأمر الذي يضاعف للمحسن فيه الثواب، وللمسيء الوزر، ونحن - والحمد لله- على قصد جميل، فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا, فإن ما تطلبونه من إقامة الحق إنما تجدونه عندنا"، وكان عاملاً بكتاب الله، قائماً بحدوده، وبذلك استقام له الملك، وعظم أمره.

ومن هؤلاء العظماء: علي بن محمد بن إدريس، أخذت له البيعة بعد وفاة أبيه، وكان يوم بويع في سن العاشرة من العمر، فظهر ذكاؤه ونبله، وسار بسيرة أبيه وجده في العدل، وإقامة الحق، وقمع الأعداء، وضبط البلاد والثغور، ويقول المؤرخون: كانت أيامه خير أيام.

ومن هؤلاء العظماء: علي بن يوسف بن تاشفين، بويع وعمره ثلاث وعشرون سنة، وكان حليماً عادلاً وقوراً، آخذاً بالحزم، فضبط الثغور، وملك