فطرب المعتصم للقصيدة، وقضى له كل مطالبه، وهو (أي: أبو الفضل) صاحب القصيدة التي يقول فيها:
لم يبق للجور في أيامهم أثر ... غير الذي في عيون الغيد من حور
ودخل ابن جناح على المعتضد بن عباد في اليوم الذي أعده للشعراء، وكان الشعراء لا يعرفونه، ويظنونه لا يجيد الشعر، فاتفقوا على تقديمه، فأنشده قصيدته الفائقة التي يقول في مطلعها:
قطَّعتَ يا يوم النوى أكبادي ... ونفيتَ عن عيني لذيذَ رقادي
فلما انتهى منها، قال له: قد وليتك رياسة الشعراء، ولم يسمع من غيره في ذلك اليوم. وهذه القصيدة يقول فيها:
إن القريضَ لكاسدٌ في أرضنا ... وله هنا سوقٌ بغيركساد
ودخل إبراهيم بن هرمة على المنصور، وأنشده قصيدته التي يقول فيها:
له لحظاتٌ في خفايا سريرِه ... إذا كرها فيها عقاب ونائل
فرفع الحجاب له وأقبل عليه.
وروي: أن عبد المؤمن بن علي مدحه أبو العباس التيفاشي بقصيدته التي قال في أولها: