للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن يعلُ البلادَ له خشوعٌ ... فقد كانت تطول به اختيالا

ومن هذا القبيل: أن يشهد الشاعر ببراعة شعر بعض معاصريه؛ فان التنافس الذي يقع بين الشعراء يبلغ أن يصد الشاعر عن أن يشهد لشاعر يعاصره بالإبداع؛ إلا أن يكون الشعر قد أخذ بمجامع قلبه، وكان فيه شيء من خلق الإنصاف.

أنشد أبو العتاهية بين يدي المهدي قصيدته التي هنأه فيها بالخلافة، وكان بشار حاضراً، فلما وصل أبو العتاهية إلى قوله:

أتته الخلافةُ منقادةً ... إليه تجرّر أذيالها

فلم تكُ تصلُح إلاله ... ولم يك يصلح إلالها

وإن الخليفة من يغض لا ... إليه ليبغض من قالها

تملك بشاراً الطرب، وقال لمن بجانبه: أترى الخليفة لم يطر من فراشه طرباً لما يأتي به هذا الكوفي!.

وأعجب الشاعر أبو العميثل ببيتين لأبي تمام من قصيدة يمدح بها عبدالله ابن طاهر، وهما:

يقول في قومس قومي وقد أخذت ... منا السرى وخطا المهرية القود

أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا ... فقلت: كلا ولكن مطلع الجود

حتى إن أبا العميثل لما أراد استعطاف عبدالله بن طاهر على أبي تمام، ذكر له البيتين، فبالغ عبدالله في إكرام أبي تمام.

وسمع الفرزدق أبياتاً لعمر بن أبي ربيعة في النسيب، فصاح قائلاً: هذا - والله - الذي أرادته الشعراء، فأخطأته، وبكت الديار.