للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكنهم يلاقون فيه مشقة شديدة، وهم الشيوخ والعجائز. وأضاف بعض الأئمة. إلى هؤلاء: الحامل، والمرضع إذا خافتا أن يلحق ولديهما ضرر من الصيام. وقد بينت الآية الفدية بطعام مسكين. ويكفي في تحقيق طعام المسكين المقدار الذي يشبعه في اليوم الواحد.

{فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}:

التطوُّع: فعل الشيء على وجه التبرع. والمعنى: فمن تطوع فاعلاً خيراً بأن زاد على القدر المقرر للفدية، فأعطى لمسكين واحد ما يكفيه الجوع أكثر من يوم، أو أطعم مسكينين فأكثر، فما تطوع به معدود عند الله في أعمال الخير التي يجازى صاحبها الجزاء الأوفى.

{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}:

هذا خطاب لمطيقي الصيام من الذين خُيروا بين الصوم والفدية، فهي من متممات قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}. والمعنى: أن الصوم أفضل من الفدية، ذلك أن الفوائد الروحية والاجتماعية التي تحصل بالصوم أرجحُ من الفوائد التي تحصل بالفدية. ويصح أن تكون هذه الجملة موصولة بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، فيكون المراد منها: فرض عليكم الصيام. . . إلخ، ثم قال: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}؛ أي: إن الصوم من الأعمال التي تورثكم خيراً عظيماً.

{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}:

هذا أسلوب معروف في بلاغة اللغة العربية، يقصد منه: التحريض على فعل ما هو خير؛ كما ورد في هذه الآية، أو الزجر عما فيه شر؛ كما قال تعالى: {وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: ٩]، فقوله تعالى: