للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن سها أحد منهم، رده إلى السنّة" (١). وقال شرّاح الحديث: "فائدة بعث الآخر بعد الأول؛ ليرده إلى الحق عند سهوه".

وقال ابن حجر في "فتح الباري" (٢): "والأخبار طافحة بأن أهل كل بلد كانوا يتحاكمون إلى الذي أمِّر عليهم".

وروى مالك بن أنس (٣) في كتاب "الموطأ" (٤): أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن حزم (٥) في العقول: "أن في النفس مئة من الإبل، وفي الأنف إذا ادّعى جدعاً مئة من الإبل، وفي المأمومة (٦) ثلث الدية، وفي الجائفة (٧) مثلها، وفي العين خمسون، وفي كل إصبع مما هنالك عشر من الإبل، وفي السن خمس، وفي الموضحة (٨) خمس".

فهذه النصوص من رجال كانوا ينقدون الأخبار نقدَ الصيارف للدينار،


(١) فسر بعض أهل العلم السنّة: بالطريق الحق، والمنهج الصواب، وفسرها آخرون: بالشريعة المحمدية. انظر: "شرح العيني" (ج ١١ ص ٤٤٦).
(٢) (ج ١٣ ص ١٨٣).
(٣) مالك بن أنس بن مالك الأصبحي (٩٣ - ١٧٩ هـ = ٧١٢ - ٧٩٥ م) أحد الأئمة الأربعة، وإليه تنسب المالكية، ولد وتوفي بالمدينة المنورة.
(٤) كتاب: العقول من "الموطأ" (ص ٢٣٥) طبع الهند سنة ١٣٢٤ هـ.
(٥) بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - عاملاً على بني الحارث بن كعب.
(٦) المأمومة: الشجة التي بلغت أم الرأس.
(٧) الجائفة: العيب العظيم.
(٨) الموضحة: الشجة تبدي وضح العظام، وهي التي تقشر الجلدة التي بين اللحم والعظم. وتجمع على مواضح.