ومن عائلته، فلقيت من التكريم ما لا قدرة لي على وصفه أو شكره في آن واحد.
أنبأ العلامة محمد الفاضل بن عاشور الرئيس بورقيبة عن وصول فرد من عائلة الإمام محمد الخضر حسين، وكأني بالشيخ الفاضل قصد تكريم الإمام من خلال الاهتمام بي، لاسيما وأن هناك مشاورات قائمة لزيارة الإمام إلى تونس.
انتقلت إلى فندق (تونسيان بلاس) أفخم فندق آنذاك، ويضيافة الرئاسة، والتقيت بالرئيس بورقيبة في قصر قرطاج برفقة شيخنا الفاضل بن عاشور، وكان اللقاء مدة جرت فيها ذكريات عن الإمام الخضر، والرئيس بورقيبة، واستمعت منه لأقوال - صادقة عن جهاد الإمام وفضله وعلمه، وما قدمه لتونس من سمعة راقية في العالم الإسلامي.
وللتاريخ أقول: إن الرئيس بورقيبة في ذاك المجلس الخاص أبان عن مكانة عظيمة يكنها ويحفظها في صدره للإمام، وما قدمه له شخصياً من مساعدات أثناء دخوله مصر.
ولكن يبدو أن للسياسة أخلاقاً خاصة بها ... وها هو الحبيب بورقيبة يتحدث عن الإمام في إحدى محاضراته عام ١٩٧٣ م، فيقول عن رحلته إلى القاهرة عام ١٩٤٥ م عندما وقع اعتراضه من قبل السلطات على الحدود الليبية المصرية؛ لعدم وجود جواز سفر في حوزته: "لكني وجهت برقيات إلى السيد عبد الرحمن عزام الأمين العام للجامعة العربية في تلك الفترة، وإلى الشيخ الخضر بن الحسين، وهو أصيل منطقة الجريد بتونس، شغل منصب شيخ الأزهر في عهد اللواء نجيب، وكان يرأس جمعية الدفاع عن