شمال أفريقيا، وطلبت منهما أن يقوما بعمل يمكنني من الحصول على صفة لاجئ سياسي، ومن السماح لي بالعمل ... ".
ولم يتحدث بورقيبة صراحة أن الإمام قام بمساعي حميدة، وتعهده الشخصي لدى اللواء صالح حرب باشا، ووزارة الداخلية؛ مما سهل وصوله إلى القاهرة، وبكل تكريم، وإقامته في دار الإمام المتواضعة الليلة الأولى، وانتقاله للمبيت في اليوم التالي إلى غرفة خاصة لدى إحدى الجمعيات الإسلامية أعدها له الإمام.
وفي مواضع أخرى من المحاضرة يقول بورقيبة: "وفي يوم من الأيام اتصلت بي سفارة فرنسا في القاهرة، وعرضت عليَّ الاتصال بها، وإجراء حوار للتفاهم، فلبيت الرغبة مؤكداً أني دوماً على استعداد للتفاهم. وتقابلت مع (الكابيتان سوليي) مستشار السفارة ... فسلمت له تقريراً يظهر أنه نال إعجابه؛ نظراً لصيغته المعقولة ...
وبعد مدة اتصل الشيخ الخضر بن الحسين بجماعة ليقول لهم: إن الأنباء متواترة عن اتصال سي الحبيب بالسفارة الفرنسية، والتواتر يفيد القطع. فقلت له: أنا أعرف فرنسا، وأعرف سجونها التي لا تعرفها أنت ... "
أضع هذه الكلمات تحت النظر دون تعليق. ولكن أقول كلمات: إن اتصال بورقيبة بالفرنسيين بالقاهرة كان السبب في إخراجه من جبهة الدفاع عن أفريقيا الشمالية، وكتفي بهذه العبارات؛ لأن التوسع فيها يوصل إلى طريق الخروج عن رغبة الإمام في عدم التعرض لمذكراته. وفي أوراق الإمام أحداث وأحداث ليته سمح بنشرها - رضوان الله عليه -.
ومن الوفاء للتاريخ أن أقول: إن الرئيس بورقيبة أوعز إلى السفارة