والتنكيل، وما زال الاحتلال الأجنبي يلاقي منهم الثورات والمجابهة بطلب الاستقلال إلى هذا العهد الأخير.
ونحن لا ندري متى بقيت فرنسا الضعيفة وحدها في شمال أفريقيا، والواقع أنها عندما انهزمت في أوائل الحرب، وقفت بجانبها في شمال أفريقيا ألمانيا، وعندما انهزمت ألمانيا، وقفت بجانبها الدول المتحالفة.
س - هل تنوون أن ترسلوا وفداً إلى أمريكا ولندن وموسكو يتكلم باسم جبهة الدفاع عن أفريقيا الشمالية؟
ج - تود الجبهة لو أنها تتمكن من إرسال وفد إلى تلك العواصم، ولكن ظروفها المالية لا تساعدها على القيام بهذا العمل الذي يرجى نفعه، والحواجز - التي تقيمها حكومة الاحتلال حول شمال أفريقيا - تمنع من أن يصل إلى الجبهة مدد من تلك الشعوب، وإن كانوا يتلقون ما تقوم به الجبهة من جهاد في سبيل قضيتهم بارتياح ونشاط.
س - إلى الآن لم تحاولوا أن تبرزوا أي نشاط إِلا نشاطكم في إرسال البرقيات لرئيس الوزارة في مصر ولندن.
ج - نشأت الجبهة منذ تسعة أشهر، وقامت بأعمال هي أقصى ما يمكن لجماعة تأخذ بالحزم، وتسير إلى هدفها في يقظة، أن تقوم به. ذلك أنها نبهت الجالية العربية، وكان كثير منهم في غفلة عن حقوق أوطانهم، وجمعت شملهم على المطالبة، ثم حررت مذكرات في أحوال تلك الأقطار الثّلاثة: تونس، والجزائر، ومراكش، أشارت فيها إلى ما تقاسيه من اضطهاد وعدوان، وأخذت تتصل برؤساء الحكومات العربية، وفي مقدمتهم الحكومة المصرية، وتشرح لهم قضية شمال أفريقيا، ولم تدع فرصة تمر حتى تظهر فيها بخدمة