والواقع -أيها السادة- أن أبناء الغرب (الأوربيين) يعملون للاستعمار كل على قدر طاقته، فيجب أن يكون لكل واحد منا نصيب من مكافحة هذا الاستعمار، وقضايا البلاد العربية السياسية بعيدة الغور، واسعة ما بين الأطراف، فلا يرجى لها نجاح إِلا أن تتضافر عليها الجهود، وإذا تحقق الإخلاص ونقاء الضمير وصفاء الفكر، كانت الهيئات -وإن تعددت- بمنزلة هيئة واحدة تسير في اتجاه واحد، وتعمل لغاية معينة.
وأبناء شمال أفريقيا يكافحون اليوم معتمدين في كفاحهم على رغبتهم في الموت، واثقين من أن الله - عزّ سلطانه - في تأييدهم، فإنه يحق الحق إذا اتجهت الهمم إلى نصرته، ويمحق الباطل إذا نهض أولو العزم لإماطته عن أرضهم، ويرجون من هذا أن تعنى جامعة الدول العربية بقضيتهم؛ فإن شعورهم بأن الجامعة الموقرة تعرف آلامهم، وتحرص على تحقيق آمالهم، يزيدهم قوة وإقداماً وثباتاً.
وإنا على ثقة من أن رجال الجامعة يحملون في صدورهم قلوباً ملؤها الحماسة لقضية أفريقية العربية، وقد كان سعادة أمين سرها العام يجاهد في سبيل القضايا العربية والإسلامية من قبل أن تتألف الجامعة، أو يقع