للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما زال كبار الأئمة يسمّون المتأخر: بياناً لما سبقه بمدة، كما جعلوا إعطاء سلب القتيل للقاتل في الحرب مخصصاً لقوله تعالى:

{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: ٤١].

وهذه الآية نزلت في غزوة بدر، والحديث ورد بعد هذه الغزوة بزمن غير قليل.

وقال داعية القاديانية يحاول رد ما ذكرنا من أن المضارع في آية: {اللَّهُ يَصْطَفِي} [الحج: ٧٥]، مصروف عن المستقبل: "إن الآية تبين اصطفاء الله رسلاً من الجنسين: الملائكة، والناس، فإن كان يصطفي بمعنى اصطفى، ويلزم منه أن لا يصطفي الله رسلاً بعد نزول هذه الآية من الناس، للزم أن لا يصطفي الله رسلاً من الملائكة أيضاً، وإذا كان هذا صحيحاً، فهل للمشايخ أن يقولوا لنا: من أنزل آية: {اللَّهُ يَصْطَفِي} إلخ وغيرها من السور التي نزلت بعدها على قلب الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ أجبريل أم لا؟ ".

أليس في هذا الهذيان شاهد على أنا نخاطب من لا يفقه للكلام العربي معنى، ولا يعرف للمنطق وجهاً؟! فنحن إذا فهمنا الاصطفاء في الآية على ما كان يقع فيما مضى، فللأدلة القائمة على أن الله لا يبعث بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً من البشر، ولم نقل: إن الآية دليل على أن الله لا يبعث رسولاً، حتى يقال: إننا نفينا إرسال الله الملائكة في أمر يدبره، وغاية الأمر: أن إرسال الملائكة بعد هذا الخطاب يبقى مسكوتاً عنه، فيرجع في إثباته أو نفيه إلى الأدلة، ولكن داعية القاديانية لا يفرق بين قولك: إن الآية لا تدل على بقاء الرسالة في البشر، وهو موضع حديثنا، وبين قولك: إن الآية تدل على انقطاع إرسال الله رسلاً من الملائكة أو البشر، وهذا ما لم نقله، فداعية القاديانية اشتبه