عليه إبطال استدلالهم بالآية على أن الله يصطفي رسلاً بعد بعثه أفضل الخليقة، بالاستدلال بها على نفي اصطفاء رسل من البشر أو الملائكة، وليس هذا الاشتباه على أمثاله بغريب.
وأورد داعية القاديانية مستدلاً على ما يزعم من عدم انقطاع النبوة قوله تعالى:
فقال:"وعد الله في هذه الآية بجعل الإمامة في ذرية إبراهيم ما عدا الظالمين منها، فهل يظن المشايخ أن ذرية إبراهيم كلها صارت في زمرة الظالمين، لا سيما الأمة المحمدية، فحرمت من الإمام الموعود بها؛ أي: من النعمة الاجتماعية، ولا يظنن أحد من المشايخ -لأن غيرهم لا يتطرق إليه هذا الظن- أن المراد من الإمامة بالصلاة أو غيرها دون النبوة؛ لأن هذه الإمامة إمامة إبراهيمية، وهي النبوة دون شك كما كان هو إماماً بها - عليه السلام -، فالنبوة باقية في ذرية إبراهيم سوى الظالمين".
هذا ما يقوله الداعية في الاستدلال بهذه الآية على عدم انقطاع النبوة، ونحن لا نمانع من أن يكون المراد من الإمامة: النبوة، ولكننا نفهم الآية على معنى أن إبراهيم - عليه السلام - قد طلب من الله تعالى أن يجعل من ذريته أئمة؛ أي: أنبياء، إذ قال:{وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}، ولم يقل:(وذريتي)، فأجابه الله تعالى بقوله:{لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}. وفي هذا عدة له بأنه سيجعل من ذريته غير الظالمين أنبياء؛ فإنه نفى أن ينال العهد -الذي هو الإمامة- الظالمين، ولو قال فى الجواب:"نعم"، لأفاد أنه سيجعل من ذرية إبراهيم - عليه السلام -