للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجمع؛ مثل: طير، وضيف. وقوله تعالى بعد: {لَا تَخَفْ خَصْمَانِ} ينبئ أن المراد من الخصم هنا: اثنان، فيكون إيراد ضمير الجمع في قوله تعالى: {تَسَوَّرُوا}، و {دَخَلُوا}، و {مِنْهُمْ} من باب إجراء المثنى مجرى الجمع، وهو معروف في الكلام العربي الفصيح. والاستفهام في قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ} ليس بالاستفهام الذي يستدعي جواباً، وإنما هو أسلوب عربي يراد منه التشويق إلى القصة؛ لما تضمنته من الموعظة الحسنة، والآداب السامية.

{إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}:

التسور: صعود السور، وهو الحائط المرتفع، والمحراب: الغرفة، والمعنى: أتوا من أعلى سور الغرفة، ويطلق المحراب على صدر البيت، ومنه: محراب المسجد.

و {إِذْ}: بدل اشتمال من {الْخَصْمِ}، والمعنى: هل أتاك نبأ الخصم نباُ وقتِ تسورهم للمحراب.

{إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ}:

{إِذْ} هنا يدل من {إِذْ} في الجملة السابقة، والفزع: انقباض يعتري الإنسان من رؤية شيء مخيف، وفزع منهم؛ لظنه أنهم يريدون اغتياله، وهو منفرد للعبادة.

والأنبياء - عليهم السلام - وإن كانوا في أعلى درجات الشجاعة، قد يأخذهم الخوف من أشياء شأنها أن تأتي بعواقب مكروهة، وفضلُهم في أن خوفهم لا يكون له أثر فيما ينبغي أن يكونوا عليه أمام الأشياء المخيفة؛ من نحو: الصبر والثبات، والدفع بالتي هي أحسن.