خرج على نفر من قبيلة أسلم وهم ينتضلون (أي: يترامون بالسهام على سبيل التمرين)، فقال لهم:"ارموا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان"، فلما قال ذلك، أمسك الفريق الآخر عن الرمي، فقال لهم:"ما لكم لا ترمون؟ "، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم، قال:"ارموا وأنا معكم كلكم".
وفي كتب السنن من حديث عقبة بن عامر: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال:"إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه، والرامي به، والممد به -أي: الذي يناول الرامي النبل للرمي به-"، ثم قال:"ارموا، واركبوا، وأن ترموا أحبُّ إلي من أن تركبوا، كل لهو باطل إلا ثلاثاً: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله. ومن ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه، فإنها نعمة تركها".
وفي "صحيح مسلم" من حديث عقبة بن عامر أيضاً: أن فقيماً اللخمي قال له: تختلف بين الغرضين -أي: بين الهدفين اللذين تسدد السهم نحوهما- وأنت شيخ كبير يشق عليك؟ فقال له عقبة: لولا كلام سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، لم أعانه، سمعته يقول:"من علم الرمي ثم تركه، فليس منا".
وفي "صحيح البخاري ومسلم"، وغيرهما من حديث عروة بن الجعد: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - قال:"الخيل معقود في نواصيها الخير -الأجر والمغنم- إلى يوم القيامة".
وفي "سنن أبي داود" من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يضمر الخيل يسابق بها.
والاستعداد للجهاد من تمام الجهاد. بل هو كالسلاح، عنصر أساسي