وقالوا قد صفت منا قلوب ... نعم صدقوا ولكن من ودادي
وإذا ألقينا نظرة على المئة السابعة، وجدنا للأدب نهضة ذات آثار مليحة، ومن رجال هذه النهضة: عثمان بن عتيق المعروف بابن عريبة.
ومن أسباب نهوض الأدب في هذا العهد: أن أمير تونس أبا زكريا يحيى بن عبد الواحد، وابنه المستنصر بالله، عنيا بنشر العلم، والإقبال على الشعراء، وكان أبو زكريا هذا معدوداً من الشعراء، وفي عهد ولايته قدم من الأندلس محمد المعروف بابن الأبار، وأنشده قصيدته في الاستنهاض لإنقاذ الأندلس، وطالعها:
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا ... إن السبيل إلى منجاتها درسا
وفي هذا العهد ورد تونس من الأندلس أيضاً الأديب الكبير علي بن سعيد متمم كتاب "المغرب"، ومدح السلطان بقصائد بليغة.
وفي عهد ولاية ابنه المستنصر، وفد حازم بن محمد القرطاجني من الأندلس، ومدح المستنصر بمقصورته القصيدة الطائية التي يقول في طالعها:
أمن بارق أودى بجنح الدجى سقطا ... تذكرت من حل الأجارع والسقطا
ولما وجد هؤلاء الأدباء الثلاثة سوق الأدب في تونس نافقة، اتخذوها وطناً، وكان لهم في رقي الأدب أثر كبير.
وكانت المئة الثامنة عامرة بكثير من الأدباء، ومن أعيانهم: أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون، وأخوه يحيى بن خلدون، وشعر ابن خلدون معروف،