للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن منشأته: المدرسة التي أقامها بجانب تربته، وملجأ (تكية) يحتوي قسمين: قسماً للرجال، وآخر للنساء، ووقف عليه ما يقوم بحاجاتهم من طعام وكسوة وفراش، ومما يذكر عنه: أنه قاد إليه بنفسه نفراً من العُمي، وأطعمهم بيده، ومن محامده: أنه هدم الحانات، ونفذ حكم الشرع في المنع من تعاطي المسكرات.

وخلف علي بن حسين ابنه حمودة بن علي، قرأ هذا الأمير العلوم الدينية والأدبية، ومن مزاياه: أنه كان يفاخر بمصنوعات مملكته، ويسابق إلى لبسها، فيقتدي به رجال الدولة وغيرهم، ومن أقواله المأثورة: "الحلية للنساء لا للرجال، وزينة الرجل ماله وأعماله"، ومن آثاره: المسجد المعروف بجامع حمودة باشا (١).

وقام بالأمر بعده أخوه عثمان بن علي، وتولى بعد عثمان محمود بن محمد الرشيد. وتولى بعد محمود ابنه حسين باي الثاني، وهو الذي أمر أرباب الوظائف والرتب العسكرية بتغيير زيهم على نحو ما جرى في الدولة العثمانية.

وقام بالأمر بعده أخوه مصطفى بن محمود باي، وهو أول من وضع أوسمة الافتخار تصاغ مرصعة بالألماس، ومنقوشاً عليها اسم ملك البلاد.

وتولى الملك بعده ابنه أحمد باي، ونحا هذا الأمير في سياسته نحو الاستقلال التام، فأنشأ مدرسة حربية بباردو، وطلب إليها أساتذة من أوروبا


(١) جرى تصحيح في المجلد الأول - الجزء الثامن - من مجلة "الهداية الإسلامية" تضمن أن الجامع المعروف بجامع حمود باشا هو من حسنات حمودة باشا المرادي ثاني ملوك الدولة المرادية المتوفى سنة ١٠٧٦ هـ.