أبداً أقول لئن كسبـ ... ـت لأقبضن يدي شديد
حتى إذا أثريت عد ... ت إلى السماحة من جديد
وممن أحرز شهرة في ذلك العصر: أبو إسحاق المعروف بالحصري، وهو صاحب، كتاب "زهر الآداب". ومن شعره يصف سجع الحمائم في الأسحار:
يا هل بكيت كما بكت ... وَرْقُ الحمائم في الغصون
هتفت سحيراً والربا ... للقطر رافعة العيون
ذكرتني عهداً مضى ... للأنس منقطع القرين
فتصرمت أيامه ... وكأنها رجع الجفون
ومن هذه الطبقة: أبو الحسن علي بن عبد الغني المعروف بالحصري أيضاً، ومن شعره السائر في الأندية قصيدته التي يقول في طالعها:
يا ليلُ الصبُّ متى غده ... أقيام الساعة موعده
وقد وازنها جماعة من الشعراء في القديم والحديث.
ومن لذيذ شعره: قوله متشوقاً إلى صديقه أبي العباس النحوي ببلنسية من بلاد الأندلس:
قامت لأنفاسي مقام طبيبها ... ذكرى "بلنسية" وذكر أديبها
حدثتني فشفيت مني لوعة ... أمسيت محترق الحشا بلهيبها
ما زلت أذكره ولكن زدتني ... ذكراً وحسب النفس ذكر حبيبها
أهوى بلنسية وما سبب الهوى ... إلا أبو العباس أنس غريبها
هب النسيم وما النسيم بطيب ... حتى يشاب بطيبه وبطيبها