للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هذه الطبقة الذائعة الصيت: محمد بن شرف، وشعره كشعر قرينه ابن رشيق، يجري في نوادي الأدب كثيراً، ومن أبدع تشابيهه قوله:

إني وإن عَزَّني نيلُ المنى لأرى ... حرص الفتى خلّة زيدت على العدمِ

تقلدتني الليالي وهي مدبرة ... كأنني صارم في كف منهزم

وقوله:

غيري جنى وأنا المعاقب فيكم ... فكأنني سبابة المتندم

هؤلاء الأدباء الأربعة: ابن رشيق، وابن شرف، والحصريين، قد طارت لهم سمعة في الشرق والغرب، وترددت أسماؤهم وأشعارهم في كتب الأدب كثيراً، وهناك شعراء أدرك أسماءهم شيء من الخمول، ولم يحفظ التدوين من آثارهم إلا قليلاً.

ومن أهل هذه الطبقة: علي بن حبيب التنوخي الصفاقسي، ومن شعره يتشوق إلى ليال قضاها عند صديق كناه بابن حسين: قوله:

يا ليالي في ذرا ابن حسين ... هل معاد قبل الممات إليّا

قد نشرنا صحائف الحزن نشراً ... وطوينا العزاء بعدك طيّا

وأطلنا البكا عليك وإني ... لعليم أن ليس يرجع شيّا

فإلى الله من فراق رماني ... عنك بعد الدنو مرمى قصيّا

ومن هذه الطبقة: الشاعر المعروف بالتراب السوسي، ومن رقيق شعره: قوله من قصيدة يمدح بها جبارة بن كامل المتغلب على سوسة:

بات بالأبرق برق يتسامى ... فجفا الجفن لرؤياه المناما

طلعت راياته خافقة ... خفقان القلب صبّاً مستهاما