وكتاب "الموطأ"، و"صحيح مسلم"، وغيرهما من الأمهات في علم الحديث، وكتاب "التسهيل" لابن مالك في النحو.
وأخذ العلوم العقلية والمنطق وسائر الفنون الحكمية والتعليمية عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الأبلي.
وحسبكم شاهداً على تقدمه في هذه العلوم النقلية والعقلية: مقدمة تاريخه التي أمتع فيها البحث عن حقائق هذه العلوم وفلسفتها على طرز لا يبتكره إلا من مارسها على بينة من أمرها، وتوغل في أحشائها.
وأضاف إلى ثقافة الفكر، والتبريز في الفهم: قوةَ الحفظ، فكان يحفظ القرآن الكريم، والمعلقات، وديوان الحماسة، وشعر حبيب، وقطعة من شعر المتنبي، وسقط الزند، وطائفة من أشعار كتاب "الأغاني"، وغير ذلك من المنظومات العلمية.
* ابن خلدون والحافظ ابن حجر:
قصد الشيخ ابن حجر الحط من شأنه في العلم، فقال في "رفع الإصر": وقد ذكره ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة"، ولم يصفه بعلم، وإنما ذكر له تصانيف في الأدب، وشيئًا من نظمه. وقد نقل صاحب "نفح الطيب" ترجمة ابن الخطيب لابن خلدون في كتاب "الإحاطة"، وهي تتضمن وصفه بالعلم؛ حيث قال: متقدم في فنون عقلية ونقلية، متعدد المزايا، سديد البحث، كثير الحفظ، صحيح التصور.
وقال ابن حجر: وقد كان شيخنا الحافظ أبو الحسن بن أبي بكر يبالغ في الغض منه، فلما سألته عن سبب ذلك، ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين ابن علي في "تاريخه"، فقال: قتل بسيف جده، قال ابن حجر: ولم توجد