للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها:

يا سائق الأظعان تعتسف الفلا ... وتواصل الإسآد بالتأويب

متجافياً عن رحل كل مذلل ... نشوان من أينٍ ومس لغوب

تتجاذب النفحات فضل ردائه ... في ملتقاها من صبا وجنوب

إن هام من ظمأ الصبابة صحبه ... نهلوا بمورد دمعه المسكوب

أو تعترض مسراهم سدف الدجى ... صدعوا الدجى بغرامه المشبوب

هلا عطفت صدورهن إلى التي ... فيها لبانة أعين وقلوب

فتؤمَّ من أكناف يثرب مأمناً ... يكفيك ما تخشاه من تثريب

حيث النبوة آيها مجلوة ... تتلو من الآثار كل غريب

ومن أجود شعره وأعلاه مطلعاً في البلاغة: قوله من قصيدة يهنئ بها أبا حمو بعيد الفطر:

هذي الديار فحيهن صباحا ... وقف المطايا بينهن طلاحا

لا تسأل الأطلال إن لم تروها ... عبرات عينك واكفاً ممتاحا

فلقد أخذن على جفونك موثقاً ... أن لا يرين مع البعاد شحاحا

ايه على الحي الجميع وربما ... طرب الفؤاد لذكرهم فارتاحا

وتعرض الشيخ ابن حجر لشعر ابن خلدون، وقال: إنه لم يكن ماهراً في النظم، وكان يبالى في كتمانه، مع أنه كان جيداً لنقد الشعر. وعدم مهارته في الشعر مسلم على معنى أنه لم يصل إلى درجة من أفرغوا جهدهم في هذه الصناعة، وأصبحوا لا ترى تراجمهم إلا في طبقات الشعراء. وقد أريناك من شعره مثلاً يشهد بأن له قوة شاعرية فطرية، وهو المثل الأعلى لشعر من