للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأشردوا عن علومي جد مقتبسٍ ... فلم يكادوا وردَّ الله كيدَهم

وكم عفوتُ، وكم حاولت سلمهم ... وما لحرب حسود يرتجى سَلَمُ

ولو جزيتُهم عن سيئاتهم ... بمثلها لم أكن بالظلم أَتَّسِمُ

لكنني صنتُ نفسي عن مواردهم ... وقلت حسبي فيهم من هو الحكمُ

وإذا كان شِعْرُ الرجل يدل على جانب من أخلاقه وآدابه، لم تلبث أن تشهد للشيخ قبادو عندما تلقي نظرة على ديوانه، بأنه كان ممن يحافظ على حقوق الصداقة، ويغتفر للإخوان عثراتهم، علماً منه بأن الصديق المهذب الذي لا يغفل عن حق الصداقة، أو لا تأخذه جفوة في بعض الأحيان، بعيدُ المنال. ومما قال في بعض قصائده:

أأنكث حبل الود بعد توافق ... ولي حيلة في حمل بادرة الصحب

وقال:

إذا ظفرتْ كفّاك يوماً بصاحب ... فأودعْه في جفن الرعاية والهُدب

وخذ منه عفو القول والفعل واطَّرحْ ... مِراء ولوماً حين ينبو وإذ يُنبي

وحرره عن رِقِّ التكاليف تلقَهُ ... أخاً مسترَقاً ذا انتداب إلى الحُبِّ

ثم قال:

فلا راحة إن قوبل الذنب بالجفا ... ولا سؤددٌ إن جوزي الذنبُ بالذنبِ

* حكمه ومواعظه:

للأستاذ قبادو حكم سامية ترد في أثناء قصائده؛ كقوله:

وما خسر الإنسان وجه سعادة ... إذا من فنون العلم وفّر سهمه