لعمري ليس الميت من أودع الثرى ... ولكن مطيق للغنى بان عدمه
وكقوله من قصيدة أخرى:
وفي الناس من عد الهوان تواضعاً ... وعدّ اعتزاز النفس من جهله كبرا
وقوله من قصيدة أخرى:
هل العز إلا في اطراح المراتب ... وصون المحيا عن سواد المطالب
ومن كدَّرت أطماعُه نهرَ فكره ... طفا فيه من أقذائه كل راسب
وقوله من قصيدة أخرى:
لم تطبع الدنيا على شكل الوفا ... فعلام في قلب الحقائق يطمع
عش ما تشاء بها فإنك ميت ... واحبب بها من شئت فهو مودِّع
فسل الثرى كم من نواصي عفرت ... فيه وكان المسك منها يسطع
وبدورِ تَمٍّ قد هوت لرغامِه ... كانت منازلها الصياصي المُنَّعُ
وقوله في أخرى:
لا أرى الموت غير موت نفوسٍ ... وئدت في مقابر الأبدان
* شعره الاجتماعي والسياسي:
يصح للمؤرخ أن يقول: إن أول شعر ظهر في تونس يدعو إلى مجاراة الغربيين في العلوم والفنون والصنائع، وأول شعر كان مظهر الأسف على ما وقع فيه المسلمون من إهمال الاستعداد لخصومهم، وأول شعر يرمي إلى أغراض سياسية عالية، هو شعر الأستاذ محمود قبادو، فانظر إلى قوله في بعض قصائده: