وكل فنون العلم للملك نافع ... ولا سيما ما ساير الملك حكمه
أرى الملك مثل الفلك تحت رئيسه ... عويزاً إلى الأعوان فيما يؤمه
فذلك نوتي يعين بفعله ... وآخر خِرِّيت قُصاراه علمه
ومقصده جريُ السفين وحفظها ... ليسلم كل أو ليعظم غُنمه
أيركب هول البحر دون مقاوم ... وفي طيه حرب كما يؤذن اسمه
لذاك ترى ملك الفرنج مؤثلاً ... بعلم على الأيام يمتدُّ يَمُّهُ
ومملكة الإِسلام يقلص ظلُّها ... وينقص من أطرافها ما تضمُّه
على أنها أجدى وأبسط رقعة ... وأوسط إقليماً من الطبع عظمُه
إلى أن يقول:
فمن لم يجس خبراً أوربا وملكها ... ولم يتغلغل في المصانع فهمه
فذلك في كن البلاهة داجنٌ ... وفي مضجع العادات يلهيه حُلْمه
ومن لزم الأوطان أصبح كالكلا ... بمنبته منماه ثُمَّةَ حَطْمُه
هم غرسوا دون التمدن فرعه الـ ... ـرياضي والعلم الطبيعي جذمُه
أيجمل يا أهل الحفيظة أنهم ... يبزُّوننا علماً لنا كان فخمه
وربما رمى في مديحه إلى غرض سياسي؛ كقوله في وصف بعض الوزراء:
تراه فلا تدري لإفراط بِشْرهِ ... تودّدَ أم دارى لأمر يهمّه
وكانت الحكومة التونسية اتخذت قانوناً أقامته على أصول الشرع، وأسمته: عهد الأمان، فنظم شاعرنا قصيدة في ذلك، ومدح المشير الصادق