وإذا لم يطلق الأستاذ العنان في هذه الأغراض الاجتماعية والسياسية كما يطلقه فيها كثير من شعرائنا اليوم، فلأنه عاش في عهد ما زالت أمته تتمتع فيه بنعمة استقلالها، ولو نشأ في عهد رأى فيه بعينه كيف وقع زمامُ أمته في يد غير وطنية، لكان لشعره في شؤون الاجتماع والسياسة أفسح مجال.
* براعته في التشطير:
عُني صاحب الترجمة بتشطير أبيات أو قصائد مشهورة، فيحسن وصل صدر الأصل بعجز، أو عجزه بصدر من عنده، حتى يخيل إليك أنهما انحدرا من قريحة واحدة، تدرك هذا في تشطيره لقصيدة بِشْر المعروفة:
"أفاطم لو شهدتِ ببطن خبت"
انظر إلى تشطيره البيت الرابع منها، وهو مع التشطير:
(أنلْ قدميَّ ظهر الأرض إنِّي) ... أرى قدميَّ للإقدام أحرى
(١) موضع عند شيراز كثير الشجر والماء، وهو من أحسن منتزهات الدنيا.