للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولست مزحزحي شيئاً ولكن ... (رأيت الأرض أثبت منك ظهرا)

ثم إلى تشطير البيتين السابع والثامن، وهما مع التشطير:

(نصحتك فالتمس يا ليث غيري) ... فلي بقيا عليك وأنت أدرى

ومهري قائل لك لا تخلني ... (طعاماً إن لحمي كان مرّا)

(ألم يبلغك ما فعلته كفي) ... ألست ترى بها الأظفار حمرا

ألم تلك طاعماً أشلاء فتكي ... (بكاظمة غداة قتلتُ عَمرا)

ثم انظر إلى تشطير البيت الخامس عشر، وهو مع التشطير:

(وقلت له يعز عليَّ أني) ... أراك معفراً شطراً فشطرا

وأستحي المروءة أن تراني ... (قتلت مناسبي جلداً وقهرا)

* استعماله الألفاظ الغريبة:

يعذب الشعر، ويقع موقع القبول متى كانت كلماته مأنوسة الاستعمال، فالشاعر الذي يستطيع التأثير على النفوس، فيجعلها راغبة في الشيء، أو نافرة منه، ولا سيما شعراً يخاطب فيه الجمهور، هو الذي يتخير الألفاظ الدائرة في كلام البلغاء، فتقع معانيه في الأذهان عندما تطرق ألفاظه الآذان، وعلى هذا المنوال ينسج شاعرنا في كثير من شعره، ولا يبالي في جانب منه أن يستعمل الألفاظ الغريبة، وربما نظم البيت الواحد في سهولة وحسن تأليف، ويضع فيه كلمة غريبة يحتاج أكثر الأدباء في فهمها إلى مراجعة المعجمات؛ كقوله من قصيدة يرثي بها شيخ الإِسلام الشيخ محمد بن الخوجة:

والناس بالآجال سفر رواحل ... والدهر عاد لا يريح وَسُوجه (١)


(١) يقال: جمل وسوج؛ أي: سريع.