للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرعية، وجامع الزيتونة، فكان يدافع عنهما بكل ما يستطيع من قوة.

ولهذا الوزير، وطولِ مدة ولايته رياسة الكتابة والوزارة فضل كبير في رقي الإنشاء العربي بدواوين الحكومة التونسية.

* استقامته وآدابه:

كان صاحب الترجمة يحافظ على أداء صلاة الصبح في وقتها، ويتلو كتاب "الشفاء"، ويقرأ "صحيح الإمام البخاري" في رمضان حتى يختمه، وكان معروفاً بالصبر، ومتانة الخلق، والتؤدة، ولا يعرف عنه أنه باشر أحداً بكلمة جافية، بل كان يسلك في تأديب العاملين في منزله -من نحو الخادم وسائق العربة- الرفق، والعبارات الخالية من كل إهانة، وكان يلبس بعد عودته من ديوان الوزارة الملابس العربية؛ من نحو العمامة والجبة.

* وفاته:

أصيب -رحمه الله- بنزلة صدربة، وتوفي يوم الخميس غرة محرم سنة ١٣٢٥ - ٤ فبراير سنة ١٩٠٧ - بسرايته بالمرسى، وصلَّي عليه بإمامة شيخ الإسلام الخنفي الشيخ محمود بن الخوجة، ودفن بالتربة الخاصة بالأسرة الملكية الحسينية، وإليك العبارات المنقوشة على حجر قائم على قبره:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللهم صل وسلم على النبي الكريم"

إنا لله وإنا إليه راجعون

هذا ضريح الوزير الأكبر، العلامة الشهير، أستاذ العلم والتحرير، صاحب الرأي المتين، مازج الحياة بالوقار؛ والعزيمة باللين، الشيخ محمد العزيز بوعتور العثماني القرشي، المولود في رجب سنة ١٢٤٠، المتوفى في ١ محرم سنة ١٣٢٥ بعد أن درس وحرر، فأظهر فكرُه وقلمه آيات من