للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكلية الحقوق، والقاضي الأستاذ علي الطنطاوي، وألقيت بعد هؤلاء كلمة شكر لحضراتهم على ما غمروني به من ثناء لست أهلاً له، وأتبعت كلمة الشكر بكلمات في "الجمعيات الإصلاحية" (١) التي نشرت في الجزء الثالث والرابع من المجلد السابع عشر من هذه المجلة.

وسرني من هذه الحفلة أنها كانت وليدة عاطفة أدبية إسلامية خالصة، وأن خطباءها كانوا من شباب الأساتذة الذين أضافوا إلى ثقافتهم العصرية ثقافة إسلامية صحيحة، وطالما سمعتهم ينقدون مؤلفات بعض المنحرفين عن السبيل في مصر وغيرها، ويذكرون ما فيها من أمراض عقلية أو خلقية، فأحمد الله على أن الصفرة من شبابنا لا ينخدعون بما في تلك المؤلفات من زخرف القول، كما انخدع بها كثير ممن يقرؤون، وقد وضعوا أفكارهم بين يدي المؤلف يقلبها كيف يشاء.

وطلب مني أعضاء هذه الجمعية إلقاء محاضرة خلقية، فألقيتها بعد أسبوع، وهي المحاضرة التي نشر قسم منها في الجزء السادس من المجلد السابع عشر من هذه المجلة تحت عنوان: "السمو الخلقي في الإسلام" (٢)، وخطب قبل إلقائها الأستاذ الفاضل خيري الجلاد، حامل شهادة كلية الشريعة، وخطب بعد إلقائها الأستاذ مصطفى السباعي المعروف في مصر بغيرته الدينية، وشجاعته الأدبية، وهو الآن يرأس في حمص جمعية تدافع عن الإسلام ونظمه الاجتماعية.

ولجمعية التمدن الإسلامي نهضة حازمة، وكانت هذه الجمعية قد نظمت


(١) انظر كتاب: "هدى ونور" للإمام.
(٢) انظر كتاب: "محاضرات إسلامية" للإمام.