بقصد تعليم القضاء في الأحوال الشخصية، ولكن استئناف الحكم يكون لمحكمة فرنسية.
ولما أخذت فرنسا الجزائر من يد الأتراك، ألزمت بعض الأشخاص بكتابة خطابات يمدحون فيها سياسة فرنسا، ويذمون سياسة الأتراك، وطبعته فرنسا، وسمته:"شواهد الإِخلاص".
واطلعتُ في بعض رحلاتي إلى الجزائر على خطاب نسبته فرنسا إلى الأمير عبد القادر يأمر فيه بمسالمة فرنسا، ويمدح سياستها، ولعل هذا الكتاب مزوّر على الأمير.
ويسيء فرنسا جداً أن يتصل الجزائريون بالتونسيين، ولما جئت من الشرق سنة ١٣٣٠ هـ، وجدت كتاباً أرسلته الحكومة الفرنسية إلى العمال في تونس تقول فيه: إن جماعة يسعون لاتصال الجزائريين بالتونسيين، فأخبرونا بأسمائهم.
وأهل الجزائر بقُوا محافظين على عقيدتهم السليمة، وأخلاقهم الرضية، كنت زرت العاصمة في رمضان سنة ١٣١٨ هـ، فوجدتهم يقرؤون في المساجد كتب التوحيد عقب صلاة التراويح، وقد حضرت بعض هذه الدروس؛ كدرس الشيخ سعيد الزواوي مفتي العاصمة، ودرس الشيخ عبد الحليم بن سماية، ودرس الشيخ عبد القادر المغربي الذي تخرج من درسه بقسنطينة كثير من القضاة الشرعيين.
وفي الجزائر نهضة جديدة، فقد عرفوا أن شيخ الطريقة الصوفية إنما يكون مستقيماً إذا اقتدى بسيرة السلف الصالح، فإذا خرج عنها، فقد خرج عن الطريقة التي هدى إليها الإسلام، ووجد في الجزائر مدارس أنشئت لتحفيظ