للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنْ رفع الأستارفيها ممثِلٌ ... لشيء من الأخبار كنتَ على خبر

وإن ذُكرت فيها التراجم ربما ... رأيتَ وجوه القوم تبدو من السطر

وخُيِّلتَ أن اللفظ ينطق بعد ما ... فنى موجد الإفصاح وهو من النشر

وإن جاب ميدان الفنون مديرها ... وقام بذكر العلم حدِّث عن البحر

وأنت أيا منشي السعادة بيننا ... ويا رائد الإسعاد والنجح والظفر

دريتَ دواء الجهل غبَّ تبصر ... فجئتَ به للقوم في مظهر الذكر

وخبرتَ ماهم والنصيحة إن جرت ... وحالهم في العلم والذوق والفكر

فأبرزتَ مرآة الصحيفة هادياً ... ليرقى مريدُ الخير في مرتقى الفخر

فلله أنتَ من عليم سَمَيْدَعٍ ... ولله أنتَ من أديب ومن حرِّ

ولا فُضَّ فو تلك المجلة بعد ما ... تبسم عن مثل العقود من الدر

ولا زال منشيها العزيز مؤيداً ... يقابَل بالإقبال مع سعة العمر

- ومنها ما حرره العلامة المحقق، صفوة الخير، الشيخ السيد محمد الطاهر ابن عاشور، أحد أعيان المدرسين بالجامع الأعظم (١):

إلى العلامة النحرير، صديقي السيد منشيء مجلة "السعادة العظمى" أيده الله تعالى، سلام وتحية وإجلال، كما يليق بذي قلم سعى بصريره في تقويم الأمة، وتأييد شرعة الحق، وأطلع لأهل لغتنا العربية شمساً طالما حجبها دونهم سحاب مركوم، وأعقب نهارها ليل عطَّل سماءه أفول البدر وإدبار النجوم.


(١) العدد الثالث - الصادر في غرة صفر ١٣٢٢.