وذكره "ابن الزبير في صلته"، وقال في حقه:"كان فصيحاً، حافظاً، أديباً، شاعراً، كثير الملح، مليح المجلس"، ثم قال:"قال القاضي عياض بعد أن وصفه بما ذكرته: لكثرة حديثه وأخباره وغريب حكاياته ورواياته؛ أكثر الناس الكلام وطعنوا في حديثه".
ويؤيد لك ما نقله ابن الزبير عن عياض، ما روى "ابن مسدي" في "معجم شيوخه" أن أبا بكر بن العربي قال "لأبي جعفر المرخي" حين ذكر أنه لا يعرف حديث "ابن خطل" والأمر بقتله إلا من حديث "مالك عن الزهريّ": قد رويته من ثلاثة عشر طريقاً غير طريق مالك، فقالوا له:"أفدنا هذه الفوائد"، فوعدهم ولم يخرج لهم شيئاً، قال "الحافظ في نكته": "قد استبعد أهل إشبيلية قول ابن العربي حتى قال قائلهم:
يا أهلَ حمصَ ومن بها أوصيكم ... بالبرِّ والتَقوى وصيةَ مشفقِ
فخذوا عن العربي أسمارَ الدُّجى ... وخذوا الروايةَ عن إمامٍ متَّقِ
إن الفتى ذربُ اللِّسانِ مهذبٌ ... إن لم يجد خبراً صحيحاً يَخْلُقِ
وعنى بأهل حمص أهل اشبيلية، قال: "وقد تتبعت طرقه فوجدته كما قال ابن العربي بل أزيد".
وقال المحدِّث "أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال" في حقه: "هو الحافظ المتبحر ختام علماء الأندلس وآخر أئمتها وحفّاظها". ومما قاله في ترجمته "الفتح بن خاقان" في "مطمح الأنس" ما نصه: "علم الأعلام، الطاهر الأثواب، الباهر الألباب، الذي أنسى ذكاء أياس، وترك التقليد للقياس، وأنتج الفرع من غير أصل، وغدا في الإِسلام أمضى من النصل، سقى الله به