للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقي من أفاضل العلماء الأستاذ المحدّث السيد محمد بن جعفر الكتاني، والشيخ أحمد شمس خليفة، والشيخ ماء العينين الشنقيطي.

وممّن لازم صاحب الترجمة في أغلب أوقات المذاكرات، وكان أحد الطالبين للدرس الذي ألقاه في الحرم النبوي: العالم الشيخ عبد العزيز البدّاح المدرّس لدى أمير الكويت الآن، وقد راسل هذا الشيخ بعد عوده إلى وطنه صاحب الترجمة برسائل متعددة، يطلب منه القدوم إلى الكويت بقصد الإقامة، فإن لم يتيسر، فعلى وجه الزيارة.

ثم عاد إلى دمشق، فأقام بها بضعة أيام، وسافر إلى الآستانة العلية، وحين وصوله إليها عينته وزارة المعارف مدرساً لآداب اللغة العربية والفلسفة بالمدرسة السلطانية الجديدة في دمشق، وفي هذه المرة زار دار الفنون صحبة خاله الأستاذ الشيخ محمد المكني بن عزّوز مدرس علم الحديث بها. وحضر مجلس امتحان الطلبة في آداب اللغة العربية.

وبعد أن أقام بالآستانة مقدار شهر ونصف، رجع إلى دمشق، فقام بوظيفة التدريس بالمدرسة المومأ إليها، وكان مع ذلك يحرر وينشر مقالات وقصائد في الإصلاح وتقويم الخلاف بين الأمتين التركية والعربية، زيادة على الدرس الذي كان يلقيه بالجامع الأموي في أيام رمضان.

وفي سنة ١٣٣٢ هـ قدم حاضرة دمشق الطيّاران فتحي وصادق، وتسابق الأدباء إلى نظم القصائد في هذا الغرض، فنظم من بينهم قصيدة نشرت في جريدة "المقتبس"، وكان لها وقع حسن في نفوس أهل الأدب من السوريين، وهي التي يقول في طالعها:

قضيتَ مدىً بمضمارِ الحياةِ ... تجولُ على مُتونِ الصّافناتِ