للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيام حيل بينه وبين أدوات الكتابة وهو في المعتقل:

غلَّ ذا الحبسُ يدي عن قلمِ ... كان لايصحو عن الطّرسِ فنَاما

هل يذودُ الغَمْضُ عن مقلتِه ... أوْ يُلاقي بعلَه الموتَ الزّؤاما

أنا لولا هِمَّةٌ تحدو إلى ... خدمة الإسلامِ آثرتُ الحِماما

ليستِ الدُّنيا وما يقسُمُ مِنْ ... زَهْرِها إلا سراباً أو جَهاما

وقال في حال الاعتقال، وقد جرت بينه وبين بعض الأدباء محاورة في المفاضلة بين الحاضرة والبادية:

رأى صاحبي في الحبْسِ أن الحياةَ في الـ .... ـحضارةِ أرقى ما يتم به الأنْسُ

فقلتُ له فضلُ البداوة راجِحٌ ... ويكفيكَ أنَّ البَدْوَ ليس به حَبْسُ (١)

أُطلق سراح صاحب الترجمة في اليوم الرابع من ربيع الثاني سنة ١٣٣٥ هـ، فأقبل إليه علماء دمشق وفضلاؤها وأدباؤها جماعات وفُرادى لتهنئته بالسلامة، ومن بينهم: جماعة من الموظفين الأتراك؛ لاطلاعهم على حقيقة القضية، ومعرفتهم بالأعمال التي قام بها صاحب الترجمة تجاه الأمة العثمانية.

ولما انتهى خبر الإفراج عنه إلى الآستانة، بعث إليه الأستاذ إسماعيل


(١) الأبيات في ديوان "خواطر الحياة":
جرى سمر يوم اعتقلنا بفندق ... ضحانا به ليل وسامرنا رمس
فقال رفيقي في شقا الحبس إن في الـ ... ـحضارة أنساً لا يقاس به أنس
فقلت له فضل البداوة راجح ... وحسبك أن البدو ليس به حبس