صلته بزعماء الفكر الإسلامي من أمثال:"أحمد تيمور"، و"محب الدين الخطيب"، و"عبد الوهاب النجَّار"، و"محمد رشيد رضا" الذين عرفوا قدر الرجل ومنزلته العلمية.
وفي أثناء ذلك حصل على الجنسية المصرية، وتقدَّم إلى امتحان العالمية بالجامع الأزهر، وكان الشيخ عبد المجيد اللبَّان رئيس اللجنة مع نخبة من زملائه المختارين، فأبدى الشيخ من الرسوخ والتمكُّن ما أدهش، حتى إن الشيخ اللبّان صاح -إعجاباً- قائلاً: هذا بحر لا ساحل له، فكيف نقف معه في حجاج؟! ونال الشهادة العالمية الأزهرية، وبها صار أستاذاً في الجامعة الأزهرية.
* معاركه الفكرية مع "علي عبد الرازق، وطه حسين":
شاءت الأقدار أن يدخل "الخضر حسين" معارك فكرية لفتت الأنظار إليه؛ لسعة علمه، وقوة حُجَجِه، ونزاهته في عرض آراء الخصوم، وموضوعيته في الردِّ عليها، وبدأت معاركه الفكرية الكبرى سنة (١٣٤٤ هـ = ١٩٢٥ م) بنقضه لكتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ "علي عبد الرازق" الذي ادَّعى فيه أن الإسلام دين ليست به شريعة لسياسة الدولة والمجتمع، وحاول تجريد الإسلام من طابعه ودوره السياسي، وتجريد الدولة في وطن المسلمين من صبغته"لإسلامية، وتقديم الإسلام ديناً لا دولة، ورسالة روحية لا شرع فيها ولا سياسة.
وتصدَّى الشيخ المجاهد هذا الكتاب الذي أثار ضجَّة واسعة، واحتفى به الكارهون لشرع الله، فنقده نقداً علمياً نزيهاً، معتمداً على الحجة والبرهان، والاستناد إلى القواعد الأصولية والفقهية، وضمن ذلك كتابه "نقض كتاب