الإسلام وأصول الحكم"، وفي العام التالي سنة (١٣٤٥ هـ = ١٩٢٦ م) ظهَر كتاب "في الشعر الجاهلي" لـ "طه حسين"، نادى باحتقار كل قديم دوِّن في صحف الأدب، والشكّ فيه، ويزعم أن معظم ما قيل منسوباً إلى شعراء الجاهلية اختلاقٌ زائف، وهاجم المقدّسات الإسلامية هجوماً لا هوادة فيه، وادَّعى أن حديث القرآن الكريم عن "إبراهيم" و"إسماعيل" - عليهما السلام - لا يكفي لإثبات وجودهما في التاريخ.
وقد ردَّ الشيخ "الخضر" على "طه حسين" بكتابه "نقض كتاب في الشعر الجاهلي"، فصنع معه ما صنع مع كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، عندما فنَّده فقرة فقرة، مع أدب رفيع في الحوار، وبراعة في الجدل كشفت عن عقل متمكن ومتمرس في ميدان البحث والمناظرة.
* جهوده الإصلاحية في القاهرة:
لم يكن الشيخ ممن يكتفون بوسيلة واحدة من وسائل الإصلاح، فهو معلّم متمكن، وخطيب بارع، ومؤلف موهوب، وصحفي مجاهد، وداع إلى إنشاء الجمعيات الإسلامية، وقد اشترك في سنة (١٣٤٦ هـ = ١٩٢٧ م) مع صديقه العلامة "أحمد تيمور" في تأسيس "جمعية الشبان المسلمين"، التي تكونت للتعريف بالإسلام، والذَّود عن حضارته، وكانت مصر تتعرض لحملة ثقافية تغريبية لطمس هوية البلاد.
ولما نجحت جمعية "الشبان المسلمين"، تفرَّغ الشيخ لإنشاء "جمعية الهداية الإسلامية"، وضمَّ إليها جمهرة مستنيرة من شيوخ الأزهر وشبابه، ومن طبقات المثقفين ثقافة مدينة، وأنشأ بها مكتبة كبيرة كانت نواتها مكتبته الخاصة، وأصدر مجلة تحمل اسم الجمعية، وأنشأ لها فروعاً بالأقاليم، وكانت