وبرزت في هذه المجلة بصفة واضحة: قوةُ صاحبها في فني النثر الفني والعلمي، كما تجلّى فيها اتجاهه إلى تجديد أغراض الشعر بصوغ القصائد في المعاني الاجتماعية والحكمية، والإشادة بالمجد، والتوجيه إلى مسالك النهضة والتحرير والتجدد.
واتجهت المساعي نحو مترجَمنا من الجمعيات الرسمية وغير الرسمية، تنتخبه للاشتراك في الأعمال الهامة، فانضم إلى اللجنة العلمية التي قامت (بالتعريف بكتب خزائن جامع الزيتونة الأعظم)، واشترك في (لجنة تدوين التاريخ التونسي)، وسمي مدرساً بالجامع الأعظم بالمناظرة، وانتخب للتدريس بالمدرسة الصادقية، ودعا إلى إحياء الآداب العربية بالدراسة في قصيدة بديعة رفعها إلى النظارة العلمية، وكان له درس عظيم الصدى لكتاب "المثل السائر" لابن الأثير شُدَّت الرحال لشهوده بجامع الزيتونة.
وجاء دور المحاضرات العلمية على منابر الجمعيات الثقافية؛ مثل: الخلدونية، وقدماء الصادقية، فكان من السابقين الأولين من مبرزي ذلك الميدان، وقام بالمحاضرات البديعة الرنّانة؛ مثال: محاضرتيه الذائعتين: "الحرية في الإسلام"، و"حياة اللغة العربية"، وبلغت فكرة إحياء الثقافة العربية وتمكنها من وسائل الانتشار والسيادة مبلغها الأعلى، واندفع طلبة الزيتونة تهزّهم الحماسة في سبيل إصلاح تعليمهم، فتأسست -تحت إشراف المترجَم وباعتنائه، وتوجيهه- أولُ منظمة طالبية بتونس باسم (جمعية تلامذة جامع الزيتونة) سنة (١٣٢٤ هـ - ١٩٠٧ م).
وبذلك بدأ الشيخ الخضر يُستهدف لما استُهدف له المصلحون العاملون من قبله، من آثار المكائد والسعايات والدسائس، فأصبحت كل حركة تبدو