للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمجاداً مزدانة بالعلم والفضل والكفاح.

وقبل أن يسبقني يراعي إلى هذه الأمجاد، أود أن أنبه إلى أني لست فضولياً فأكتب عن المشاهير حباً في الاستبصار، ولكنها مشيئة الله التي قضت بأن كون قريباً من الشيخ محمد الخضر حسين، فقد كنت سكرتيراً عاماً لجمعية (الهداية الإسلامية) بالقاهرة منذ عام ١٩٤٩ م، وكان فضيلة الإمام رئيساً لهذه الجمعية، كما كنت سكرتيراً لتحرير مجلة "الهداية الإسلامية"، ثم مديراً لتحريرها، وكان -رحمه الله- رئيساً للتحرير.

من أجل ذلك عرفته، وارتبطت به ارتباطاً وثيقاً، لا يختلف في مضمونه ومبناه عن ارتباط الابن بأبيه. كذلك فإنه يحق لي أن أقدمه للقراء في كلمة موجزة.

ولد الشيخ محمد خضر حسين سنة ١٨٧٣ م في قرية "نفطة" من أعمال تونس؛ وتربّى فيها، حتى إذا اشتد عوده، انتقل إلى مدينة تونس؛ حيث التحق سنة ١٨٩٩ م بجامع الزيتونة، وتلقى العلم فيه على كبار شيوخه.

وتقول "الموسوعة العربية الميسرة" التي تصدرها دار القلم: إن المرحوم الإمام أنشأ أول مجلة ظهرت في المغرب سميت بـ: "السعادة العظمى".

لكن الإمام لم يمكث طويلاً في المغرب، فقد رحل إلى دمشق، وأقام بها، واشتغل مدرساً بالمدرسة السلطانية، ثم انتقل إلى الآستانة؛ حيث أسند إليه تحرير القسم العربي بوزارة الحربية. وعندما احتل الحلفاء الآستانة؛ هرب منها إلى ألمانيا، ثم جاء إلى مصر سنة ١٩١٨ م، فأقام بها، واشترك في تأسيس (جمعية الشبان المسلمين)، ورأس تحرير مجلة "الهداية الإسلامية"، ثم رأس تحرير مجلة "لواء الإسلام"، كما اشتغل بالتدريس في الجامع الأزهر،