وأصبح شيخاً له سنة ١٩٥٢ م، وعيّن بالمجمع اللغوي منذ إنشائه.
وكان -رحمه الله- مثلاً حياً للخلق الحسن ... فما سمعته قطّ ينطق بشتم أو سباب، أو بلفظ بذيء، حتى في أشد حالات غضبه، كان عفّ اللسان، وقليلاً ما كان يغضب. وكان غضبه لما يغضب الله ورسوله. كان لا يخوض في سيرة أحد الناس، وإذا سمع أحداً يغتاب غيره، يبتعد عنه، ويترك له المكان. كان إذا تكلم، خفض من صوته، وإذا مشى، كان من الذين يمشون على الأرض هَوْناً، حتى لا نكاد نسمع له وَقع أقدام. وإذا خاطبه إنسان، مهما قل شأنه، أنصت لكلامه حتى يفرغ المتكلم من كلامه.
وكان -رحمه الله- يعتزّ بكرامته، فقد عاش ولم يطلب مخلوقاً في رجاء قط.
وأذكر في ذلك واقعتين طريفتين:
الأولى: تتلخص في أن الجمعية -وقتذاك- اعتادت أن تستضيف كل أسبوع محاضراً ليلقي محاضرة دينية في الجمعية، وكان "الأهرام" يعلن عن هذه المحاضرات، لكنه بعد فترة كفَّ "الأهرام" عن الإعلان، لذلك طلبت من المرحوم الإمام أن يتصل تليفونياً بصديق للجمعية في الأهرام؛ ليتوسط عند المختصين بالإعلان في الأهرام؛ من أجل الإعلان عن محاضرات الجمعية، لكن الإمام رفض. فلما قلت له: أعطني بطاقة منك لأقدمها لهذا الصديق، وسأشرح له الموضوع. لكنه رفض -أيضاً-. فقلت له: سأذهب إلى هذا الصديق، وأخبره بأن فضيلة الإمام كلّفني بالاتصال بك من أجل الإعلان عن محاضرات الجمعية. لكن الإمام ردّ على الفور قائلاً: "لا تقل إني كلفتك بشيء عنده؛ لأن هذا يعتبر رجاء، ولقد عشت سنين طويلة لم