بنادي القدماء تحت عنوان:"حياة اللغة العربية"، وقد طبعت مرات، ونشر الجانب الشعري منها في ديوانه "خواطر الحياة"، وهو يقول:
لغةٌ قد عقدَ الدّينُ لها ... ذمة يكلؤُها كلُّ بَشَرْ
أولمْ تُنسج على مِنوالها ... كَلِمُ التَّنْزيلِ في أرْقى سُوَرْ
فأقيموا الوجْهَ في إحيائها ... وتلافوا عقدَ ما كان انتثرْ
٣ - وألقى محاضرته الأخيرة على منبر نادي القدماء قُبيل هجرته إلى الشرق سنة (١٣٣١ هـ / ١٩١٢ م) تحت عنوان: "مدارك الشريعة الإسلامية".
وبهذه المحاضرة ودّع وداع الهجرة إلى الشرق.
ولم تكن رحلته هذه كالأولى بنية الرجوع والعودة إلى وطنه ومعهده وطلبته.
* رحلته إلى الشرق:
ففي سنة (١٣٣١ هـ / ديسمبر ١٩١٢ م) اعتزم الرحيل والهجرة إلى دمشق محل سكنى إخوته، وأبت زوجته أن تصاحبه، فودعها قائلاً:
قالَ يومَ الوداعِ وهو يُعاني ... سكرةَ البينِ: ليتني ما عَرَفْتُكْ
وبدمشق سكن مع إخوته، وباشر التدريس بأبرز معاهدها العلمية، خاصة الجامع الأموي، وهناك ناله الأسى، واتهم سياسياً، وسجن وحوكم، ثم ظهرت براءته، وخرج من السجن يشكو ضياع فترة من العمر لم يمسك فيها القلم:
غلَّ ذا الحبسُ يدي عنْ قلمِ ... كان لا يَصْحو عن الطِّرْسِ فناما
وعاد إلى نشاطه العلمي المعرفي حتى دير للعمل بتركيا، فارتحل إليها،